فكرة (1)

فاجأني صديقي بسؤاله لي: ما رأيك بي؟

سَكَتُ للحظة ثم بدأ ت في مصارحته برأيي فبدأت – كعادتي – بسرد مزاياه وحساناته ثم أعقبتها بعيوبه، وكان ينصت لي باهتمام ثم أبتسم وشكرني على صراحتي، مضيت في طريقي عائداً لبيتي.

أخذت أفكر فيما حدث مع صديقي وكيف أني صارحته برأيي فيه دون مواربة أو خجل، وسألت نفسي: هل أنا صريح هكذا مع نفسي؟ هل أجاملها؟ أم أتحامل عليها؟

وجدت نفسي – غالبا – أتحامل عليها، فأذكر لنفسي عيوبي ولا أكاد أرى لنفسي مزايا أو حسنات، لماذا؟ لماذا أظلم نفسي؟ لماذا أكون لطيفاً مع الناس وقاسياً مع نفسي؟

لماذا عادة ما أشعر بالذنب؟ لماذا أجلد نفسي على الدوام؟

والغريب أن أسلوبي هذا مع نفسي يؤلمني ويشعرني بقلة القيمة والدونية، بل ويدفعني دفعاً للإحباط والشعور باليأس، فلماذا أفكر هكذا؟

أمسكت بتليفوني واتصلت بصديقي وقلت له: سألتني اليوم عن رأيي فيك فأجبتك بصراحة وصدق، فلماذا لا تقل لي أنت بدورك رأيك بي؟

تكلم معي صديقي وكان رقيقاً ورفيقاً بي، وفعل بي مثلما فعلت به، فبدأ بسرد مزاياي وفضائلي، غير أني كنت أقاطعه وأعترضه على ذِكْر مزاياي، شعرت وكأنه يتكلم عن آخر لا اعرفه.

سألني: لماذا لا تصدق أن لك مزاياك؟ فما من إنسان إلا وله مزاياه، وأنا لا أجاملك مثلما لم تجاملني بل وسأقول لك عيوبك أيضا.

سَكَتُ لأسمعه حتى النهاية، وشكرته واعتذرت له لأني أطلت الكلام معه.

عدت لنفسي وقلت: كم كنت أظلم نفسي؟

فحقاً كم أنا رائع ولكني أخاف من أن أكون متكبرا ولهذا كنت أطمئن في تحاملي على نفسي لئلا أشعر بالخطأ والخطيئة.

فهل إدراكي بمزاياي خطيئة؟ أما يجب أن أحب نفسي؟ ألم يطلب مني الله أن أحب قريبي كنفسي؟ وكيف سأحب قريبي بينما أنا كاره لنفسي ورافضها!؟

تناولت ورقة بيضاء وقلماً وكتبت:

أنا مميز…أنا رائع …أشكرك يا إلهي…أحب نفسي وأعانقها فهي هدية الله لي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

فكرة (6)

فكرة (6) عندما يتكلم إلينا أحد هل نتسرع في الرد؟ وهكذا الحال بالنسبة للرسائل الموجهة إلينا…