فكرة (4)
أُذَكِرك بسؤالي في الفكرة السابقة: هل تصدق كل شيء؟
وأما عن سبب تناولي لهذا الموضوع فهما شيئان:
أولهما سيل المعجزات الجارف في الكتب وعلى شاشات التليفزيون وكل انواع الميديا
وثانيهما كثرة الكلام عن مجيء الرب الوشيك
وأما عن المعجزات فلقد فاق الأمر عن الحد وصرنا نسمع كل يوم بعشرات المعجزات التي يقوم بها بعض الاشخاص أو التي تُرْوَى عن أُناس فارقوا الحياة، فهل تصدق كل هذا؟ وهل كل هذا حقيقي أم مجرد ادعاءات وتوهمات وأكاذيب؟
بداية أؤكد إيماني بالمعجزة ولكن الحقيقية، وأما أن تكون المعجزة هي الحدث الطبيعي والمتوقع دائما فهذا ما أرفضه، لماذا؟
لأن القوانين التي وضعها الله لتسير بها مجريات الحياة هي الأصل، وأما المعجزة فهي الحالة المستثناة للطبيعي، والعكس مرفوض (أعني أن المعجزة ليست هي المجرى الطبيعي للأحداث) ودليلي على ذلك أن المرضى حول بركة بيت حسدا كانوا كثيرين وكلهم ينتظرون الشفاء ولكن سيدنا المسيح له المجد لم يشف إلا واحداً منهم، لماذا؟ أما كان يقدر-بكلمة واحدة-أن يشفي الجميع؟ وكأن سيدنا المسيح يريد أن يعلمنا أن القانون الطبيعي الذي وضعه هو الأساس والقاعدة وأما المعجزة فهي حالة استثنائية لا تحدث دائما.
لا أنسى تلك الأرملة الشابة التي بكت أمامي متألمة لموت زوجها بالسرطان وكانت على وشك إنكار الإيمان بسبب توقعها بحدوث معجزة – كما تسمع كل يوم من معجزات – ولكن شيء لم يحدث ومات زوجها وتشككت بقدرة الله وبالمعجزات وبالقديسين بل وتشككت بشأن محبة الله لها، فلو كان الله يحبها لحدثت المعجزة وشُفي زوجها.
هنا خطورة المبالغة في المعجزات وتوقعها طوال الوقت ورفض علاج الأطباء بدعوى أن الله سيجري معجزة ولسنا بحاجة للأطباء!
مع أن سيدنا المسيح يقول صراحة:”… لا يحتاج الأصحَّاء إلى طبيب بل المرضى”(مت12:9)
والآن ماذا عن توقع مجيء الرب الوشيك وتخويف الناس بهذه الفكرة؟
هذا ما سنتناوله في الفكرة التالية فانتظروني.
فكرة (6)
فكرة (6) عندما يتكلم إلينا أحد هل نتسرع في الرد؟ وهكذا الحال بالنسبة للرسائل الموجهة إلينا…