فكرة (6)

عندما يتكلم إلينا أحد هل نتسرع في الرد؟

وهكذا الحال بالنسبة للرسائل الموجهة إلينا من الآخرين بكل وسائل التواصل، هل نتسرع في الرد عليها؟

وكم من مرة تسرعنا في الرد ثم اكتشفنا أننا اسأنا الفهم، وإن الرد لم يكن مناسباً؟

من خلال إجابتنا على الاسئلة السابقة سيَتَبيّن لنا إن كنا نجيد فن الإنصات أم لا.

فالإنصات أكثر عمقا وتركيزا من السمع، فهو الاستماع بإنصات ودقة وتركيز، ليس مجرد السمع بينما تجول ببصرك هنا وهناك، وليس مجرد السمع بينما تفكر في الرد، بل تركيزك ببصرك في عين المتكلم والانحناء للأمام والتفاعل وجدانيا مع ما يُقَال.

عندما تنصت بأذنيك وبعينيك وبكل جسدك سيشعر محدثك بمدى اهتمامك به واحترامك له، وعندما تنصت بكل حواسك فأنت تعطي لنفسك الفرصة لتفهم الحقائق جيدا وتتخذ قرارك الصائب أو ترد الرد المناسب.

ومن الاسئلة الهامة التي يسألها البعض للمتحدث: “ماذا تقصد؟”

فلو كرر نفس ما قاله ولكن بصورة أخرى فهو يعني نفس المعنى، وأما لو غير ما قاله فلعله تسرع في الكلام في المرة الاولى.

والتلخيص وسيلة أخرى لفهم أعمق، فيلخص المستمع ما فهمه للمتكلم فيقول:

“فهمت من كلامك كذا وكذا…. فهل هذا صحيح؟ وهل هذا ما تقصده؟”

الناس لا يحتاجون لمن يحل لهم مشاكلهم بقدر ما يحتاجون لمن يسمعهم ومن يعطيهم من وقته ومن قلبه.

وقلت سابقا:

“عندما أنصت إليك بأذني وبعيني وبقلبي فأنا أحبك وأُقَدِرّك وعندما تنصت إليَّ فأنا أعطيك من ذاتي”

“إذا يا أخوتي الأحباء ليكن كل إنسان مسرعا في الاستماع مبطئا في التكلم مبطئا في الغضب”(يع19:1)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

فكرة (7)

فكرة (7) جلست مع تلاميذي الشباب ودار حوارنا حول: هل القرار الصائب هو القرار العاطفي أم الع…