التربية الجنسية. متى؟ وكيف؟
سؤال يردده بعض الآباء والأمهات: متى نبدأ في التربية الجنسية؟
متى نبدأ في إعطاء المعلومات الخاصة بالجنس لأولادنا؟
هل قبل المراهقة؟ هل قبل الزواج؟
فهناك من يري أن:
“التعليم الجنسي للأطفال يبدأ مبكرا عندما نخطط له” ([2]).
ولكن كيف نبدأ بالأطفال في التربية الجنسية!!؟
فعندما نقول أن التربية الجنسية هي للأطفال ألا نكون مبالغين!!
وهناك أيضا من يقول:
“تبدأ التربية الجنسية للطفل منذ ولادته” ([3]).
فما معني هذا؟
“هناك مثل انجليزي يقول: أن البداية الحسنة نصف العمل وقياسا عليه فإننا إذا أحسننا تربية الطفل في سنوات الحضانة فكأننا قد قمنا بنصف تربيته” ([4]).
انه لأمر غريب فعلا أن يبدأ الآباء في تربية أطفالهم من الناحية الجنسية وهم في سن الحضانة!!
ولكن ما أوردناه من آراء إنما هي أراء اختصاصيين وهي من الناحية التربوية صحيحة تماما.
ويبقي السؤال الهام:
فان كان علينا أن نبدأ مع الأطفال في التربية الجنسية فكيف سنزودهم بالمعلومات؟
وهل سيفهمون ما نقوله لهم؟
كيف نربيهم من الناحية الجنسية؟
هناك عدة ملاحظات يجب مراعاتها عندما نقوم بالرد على الأسئلة الجنسية للأطفال أو عندما نقدم لهم المعلومات الجنسية.
ومن هذه الملاحظات ما يلي: –
أولا: “وقبل كل شيء ينبغي أن ننزل إلى مستوي الطفل ولا نكلمه من فوق” ([5]).
بمعني ألا ننسي ونحن نتحاور مع أطفالنا أنهم لا يزالوا أطفالا وهناك بعض الألفاظ والتعبيرات العلمية التي قد لا يفهموها.
ثانيا: توافق الإجابة مع سن الطفل الذي يسأل:
فطفل الحضانة الذي في الثالثة من عمره يختلف في إدراكه عن طفل المرحلة الابتدائية.
وبناءا عليه فالإجابة التي تقنع طفل الحضانة لا تكاد تقنع طفلا في العاشرة من عمره.
ثالثا: مراعاة دقة الإجابة وبساطتها وتدرجها:
وهذه الملاحظة- في الحقيقة- صعبة من الناحية العملية.
فلو أعطينا الطفل إجابة فيها مخادعة فانه ومع الوقت سيفقد ثقته فينا.
ولهذا يقول قداسة البابا شنودة:
“وأيضا يثق بك-أي الطفل-إن كنت صادقا معه سواء الصدق في المعلومات التي تقدمها له أو الصدق في المواعيد التي تعده بها” ([6]).
فتبسيط الإجابة بحيث تناسب عقلية الطفل لا تعني أن نقدم إجابة خطأ عن سؤاله أو نقدم معلومة غير صحيحة.
“يجب التزام الصدق والبساطة في الإجابة عن أسئلة الطفل في هذه المرحلة” ([7]).
ونحن إنما نهتم بهذه النقطة بصفة خاصة لأننا لازلنا نذكر الإجابات التي سمعناها من آبائنا ومن أمهاتنا عندما كنا نسألهم ونحن أطفال.
وكم كانت إجابات غير منطقية وغير صحيحة وفيها الكثير من المبالغة ومن الاستخفاف بعقولنا.
والطفل لا ينسي ما نقوله له.
“الطفل في سن الطفولة سريع الحفظ وله ذاكرة قوية جدا” ([8]).
أيضا عندما نقدم المعلومات الجنسية لابد من التدرج.
بمعني البدء بالسهل ثم الانتقال للأصعب أو بمعني آخر البدء بما يعرفه الطفل من حقائق ثم البناء عليها والإضافة إليها.
وقد يتطلب الأمر تصحيحا لما قد يكون مشوها في عقلية الطفل من حقائق.
رابعا: الاستعانة بأمثلة من الواقع:
فأحيانا ولكي يفهم الطفل الحقائق المرتبطة بالجنس والتكاثر نحتاج لان نقدم له أمثلة من عالم النبات أو من عالم الحيوان.
وفي الثقافة البريطانية لا يزال يستعمل مصطلح ” النحل وتلقيح الزهور ” كتعبير عن حقائق الحياة الجنسية عند البشر.
وفي الثقافة الريفية والبدوية يشاهد الأطفال الحيوانات المتنوعة أثناء تلاقحها وولادتها.
خامسا: فلتكن أول من يرشد الطفل وأول من يمده بالمعرفة:
اشرنا من قبل أن الطفل لديه فضولا ويريد أن يعرف ويسال فمن الأهمية بمكان أن يكون الوالدان هم أول من يقدما له المعرفة لان الطفل يصدق من يقول له المعلومة أولا.
سادسا: لا تقدم الحقائق دفعة واحدة:
بل أجب على سؤال الطفل دون أن تعطه كل المعرفة مرة واحدة لئلا يرتبك وتختلط الأمور في عقله.
وبعدما يعرف الطفل إجابة سؤاله لا مانع من تكرار المعلومة عدة مرات في مناسبات مختلفة كلما كانت هناك فرصة مناسبة حيث أن تكرار المعلومة يؤدي إلى تثبيتها وتأكيدها.
سابعا: الحوار مع الطفل:
من الرائع أن تأخذ التربية الجنسية شكل الحوار.
وقد يكون الحوار وسيلة لنتعرف على ما في عقول أطفالنا وما يعرفونه وما لا يعرفونه.
فتكون هذه فرصتنا لتقديم الإرشاد والمعرفة لأطفالنا.
أحيانا يسأل الطفل سؤالا ذكيا غير مباشرا نفهم منه انه يبحث عن تفسيرا لأمر ما جنسي مثلا.
فمن خلال الجو الودي للحوار نسمع لأطفالنا ولأسئلتهم المباشرة وغير المباشرة ونجيبهم بكل صراحة ووضوح.
([2]) نظمي صبحي: التربية الجنسية عند الأطفال والمراهقين. (مكتبة المحبة، 1992) ص64
([3]) سهير حبيب: كيف نعلم الأبناء عن الجنس. (دار الثقافة، ط1، 3257/1989) ص31
([4]) كلير فهيم: الصحة النفسية للطفل. (دار الثقافة، 5394/1991) ص178
([5]) البابا شنودة: كيف نعامل الأطفال؟ (القاهرة، اغسطس1992، ط1) ص8
([6]) البابا شنودة: كيف نعامل الأطفال؟ (القاهرة، اغسطس1992، ط1) ص37
([7]) أنبا بيمن وسليمان نسيم: التربية المسيحية. (مطرانية ملوي، 1980، ط3، رقم
الايداع1591لسنة1971) ص297
([8]) البابا شنودة: كيف نعامل الأطفال؟ (القاهرة، اغسطس1992، ط1) ص51
جسدي. ما أقدسك
ثلاثة أجزاء قرأتها في سفر اللاويين أثارت حيرتي وتساؤلاتي، الأجزاء التي قرأتها كانت تدور كل…