“مجموعة المساندة”

تعبير جديد في عالم الإرشاد والمشورة وكأن العلماء الآن قد توصلوا لما تكلم عنه الروح القدس علي فم معلمنا بولس الرسول منذ ما يقرب من ألفين سنة عندما قال:

“…فان كان عضو واحد يتألم فجميع الأعضاء تتألم معه و إن كان عضو واحد يكرم فجميع الأعضاء تفرح معه”(1كو  12 :  26).

تكلم معلمنا بولس الرسول عن الكنيسة كجسد مترابط وفيه الأعصاب تنقل الإشارات الحسية من الأعضاء إلي الرأس ومن الرأس إلي الأعضاء بحيث تتشارك الأعضاء الكثيرة في المشاعر بجلوها ومرها.

 

اذكر “توفيق” ذلك الشاب الذي تعبنا في افتقاده كثيرا دون جدوى لان مشكلته ببساطة كانت في عدم تعوده علي الذهاب للكنيسة من الطفولة.

يأس الجميع من زيارته فتركناه جميعا.

وبعد عدة شهور فوجئت بمجيئه للكنيسة،كان الحزن باديا عليه مما جعلني أتردد في سؤاله عن السبب فإذ به يقول لي:

“أشكركم جدا يا أستاذ لوقوفكم جنبي في وفاة بابا”.

تلعثمت قليلا ثم قلت له:”دا اقل حاجة ممكن نعملها”.

استأذنته وذهبت للأخ الذي يخدم معي وقصصت عليه ما حدث للتو فقال لي:”نسيت أقول لك أن والد توفيق تنيح منذ شهر واني ذهبت له ومعي مجموعة من الشباب زملائه للعزاء وأبلغته تعزيتك له”.

حكي لي الخادم صديقي كيف انه زاره وكيف كانت حالته النفسية سيئة ثم أوضح لي ما تركته تلك الزيارة من اثر؟

وفعلا فلقد بدا “توفيق”في الانتظام علي حضور الكنيسة والاجتماعات والقداسات.

ما السر في التحول الشديد الذي حدث لتوفيق؟

لقد أحس بالحياة عندما أحس بالانتماء للكنيسة..عندما وجد نفسه عضوا حيا في الكنيسة.

عندما ذاق قول بولس الرسول:

“…فان كان عضو واحد يتألم فجميع الأعضاء تتألم معه”

أحس في الكنيسة بالقيمة وبالكينونة..أحس بان هناك من يحبونه ومن يساندونه”مجموعة المساندة”.

ولكني تساءلت في نفسي:

لماذا لم يقل معلمنا بولس الرسول” و إن كان عضو واحد (يفرح) فجميع الأعضاء تفرح معه”

                           بل قال “و إن كان عضو واحد يكرم فجميع الأعضاء تفرح معه”؟

لعله كان يقصد أن يعالج مشكلة الغيرة التي قد تؤدي للحسد والانشقاق ما بين أعضاء الكنيسة؟

فان كان احد الخدام متميزا في أمر ما ولقي تشجيعا وتأييدا من الآخرين فقد يولد ذلك في زملائه الخدام شيئا من الشعور بالمرارة،بينما بولس الرسول يقول أن الأعضاء يجب أن تفرح بان احدهم نال كرامة ما.

فأعضاء الجسد الواحد لا تغار بعضها من بعض بل بالعكس تفرح لما قد يناله احدهم من الكرامة والمديح.

فكرة أن الكنيسة هي جسد متعدد الأعضاء تذكرنا أيضا بالتعبير الذي شاع تردده هذه الأيام وهو”العمل الجماعي”.

فكم من مثال حولنا للعمل الجماعي.

ففريق كرة القدم يعد من أجمل الأمثلة للعمل الجماعي الذي يتشابه بدوره مع الكنيسة.

فالفريق الذي يحرز الفوز يقال عنه انه الفريق الفائز رغم أن الأهداف قد يكون أحرزها لاعب أو أكثر وليس كل الفريق غير أن الفوز يعزي للفريق كله..والكرامة التي نالها اللاعب الذي أحرز الهدف هي بالحقيقة لكل الفريق.

أصدقائي

إن قوة الكنيسة في تماسك أعضائها..

والتماسك يتم بالمشاركة الوجدانية بين الأعضاء إلي نراه في التفاف الأعضاء حول العضو الذي يعاني أو يتألم..

كما نراه في فرح الأعضاء بتكريم احدهم.     

 

لو كانت لديكم مذكرات مشابهه لما قرأتموه فلماذا لا تكتبوا لنا عنها.

نرحب بكتاباتكم 

rafaelabouna@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

أزمة منتصف العمر

أولاً: مقدمة وتعريف تعرف ازمة منتصف العمر بانها المرحلة التى يمر بها الانسان ما بين 40 – 5…