أهديك جسدي

اعتدنا كمصريين عندما يطلب احد منا شيئاً أن نقول له:”عينيَّ”

وكأننا نقول لمن يطلب:

“أعطيك حتى عينيَّ لو طلبت لأن عينيَّ هي أغلى ما أملك”

والآن أذكر ما تم في ليلة العشاء الأخير، ففيه لم يقدم سيدنا المسيح لتلاميذه عينيه بل أعطاهم جسده كعربون محبة وكعلامة للوحدة بينه وبيننا إذ قال: “من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيَّ وأنا فيه” (يو  6 :  56)

ومن خلال الافخارستيا (سر التناول المقدس) قدم لنا سيدنا المسيح جسده طواعية وبإرادته.

ثم مات سيدنا المسيح وقام وصعد إلى السماوات وفي يوم الخمسين سكب الروح القدس على تلاميذه الأطهار، الذين انطلقوا ليبشروا ويكرزوا بالبشارة في العالم كله وأخيراً أستشهدوا وماتوا لأجل الإيمان مقدمين أجسادهم كذبيحة مرضية للرب يسوع الذي سبق فأعطاهم جسده.

إذن فالآباء الرسل قدموا أجسادهم – طواعية – للمسيح من خلال الكرازة والبشارة كما أن سيدنا المسيح أعطانا جسده في الافخارستيا.

وكأن سيدنا المسيح قد أهدى جسده للكنيسة فصار عريسها

والكنيسة من جانبها قدمت جسدها للمسيح في العبادة فصارت عروسه.

وهل هناك معنى آخر للجنس في الزواج غير هذا؟

أعجب لمن ينظرون للزواج بنظرة دونية وكأنه شيء سيئ وأسألهم:

ما شكل العلاقة بين الزوج وزوجته؟

لأن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح أيضا رأس الكنيسة وهو مخلص الجسد ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهن في كل شيء أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضا الكنيسة واسلم نفسه لأجلها” (اف23:5-25)

هي علاقة الرأس بالجسد وكأننا مع السيد المسيح جسد واحد، فكيف صرنا واحداً معه؟

لما أتحدنا به في الافخارستيا، لما أعطانا جسده وأعطيناه جسدنا في العبادة، كذلك في الزواج يعطي كل من الرجل والمرأة جسده للآخر طواعية وكتعبير عن الحب، وبحلول الروح القدس على الزوجين في صلوات سر الزواج المقدس يتحدان فيصيران جسداً واحداً كقول الرب:

“إذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان”

 (مت 19:  6) (الإنجيل الذي يُقْرأ في صلاة الإكليل المقدس)

ولأننا عندما نهدى أحداً هدية ما فقد صارت له (ملكه) وليست لنا، كذلك في الزواج المسيحي يعطي الرجل جسده للمرأة فيصير ملكاً لها وتعطي المرأة جسدها للرجل فيصير ملكاً له، ولهذا يقول معلمنا القديس بولس الرسول:

ليس للمرأة تسلط على جسدها بل للرجل وكذلك الرجل أيضا ليس له تسلط على جسده بل للمرأة” (1كو  7 :  4)

 

ما أروع أن أهديك جسدي

فهذا أقل ما يمكنني تقديمه لك

مقابل ما قدمته أنت لي

فعندما أعطيك جسدي

فإنني أريدك فقط أن تعلم

إني أحبك

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

التربية الجنسية. متى؟ وكيف؟

التربية الجنسية. متى؟ وكيف؟   سؤال يردده بعض الآباء والأمهات: متى نبدأ في التربية الجنسية؟…