جسدي. ما مصيره النهائي؟
ما مصير جسدي؟
أسمعك تقول:”سيموت ويتحلل ويتحول إلى التراب في القبر”
يا لها من إجابة موجعة جداً، فهل هذا هو مصير الجسد فعلاً؟
وهل موت الجسد هو كل الحقيقة؟
الحقيقة هي أن الموت عقاب للإنسان عندما اخطأ كقول الرب لآدم:
“بعرق وجهك تأكل خبزا حتى تعود إلى الأرض التي أُخِذتَ منها لأنك تراب وإلى تراب تعود” (تك19:3)
غير أن هذه ليست كل الحقيقة فأنظر معي لما قاله سيدنا المسيح له المجد في حواره مع الصدوقيين الذين كانوا لا يؤمنون بالقيامة:
“وأما أن الموتى يقومون فقد دل عليه موسى أيضا في أمر العليقة كما يقول الرب اله إبراهيم واله اسحق واله يعقوب. وليس هو اله أموات بل اله أحياء لان الجميع عنده أحياء” (لو37:20و38)
إذن فالإنسان يموت لأن هذه هي نهاية كل حي على الأرض ثم يقوم أيضاً كقول الرب:”لأن الموتى يقومون”
والسؤال الآن :
كيف سيقوم الإنسان؟
وهل سيقوم جسده أيضاً ويحيا؟
سبق أن أجاب على سؤالنا هذا – وبالتفصيل – معلمنا القديس بولس الرسول (في قراءة البولس بصلاة التجنيز) فقال:
“لكن يقول قائل كيف يقام الأموات وبأي جسم يأتون؟.
ليس كل جسد جسدا واحدا بل للناس جسد واحد وللبهائم جسد آخر وللسمك آخر وللطير آخر.
وأجسام سماوية وأجسام أرضية لكن مجد السماويات شيء ومجد الأرضيات آخر. هكذا أيضا قيامة الأموات يزرع في فساد ويقام في عدم فساد.
يزرع في هوان ويقام في مجد يزرع في ضعف ويقام في قوة.
يزرع جسما حيوانيا ويقام جسما روحانيا
يوجد جسم حيواني ويوجد جسم روحاني.
لكن ليس الروحاني أولا بل الحيواني وبعد ذلك الروحاني.
الإنسان الأول من الأرض ترابي الإنسان الثاني الرب من السماء.
كما هو الترابي هكذا الترابيون أيضا
وكما هو السماوي هكذا السماويون أيضا.
وكما لبسنا صورة الترابي سنلبس أيضا صورة السماوي”
(1كو35:15-49)
من النص السابق يشرح معلمنا القديس بولس الرسول أولاً أنواع الأجساد للمخلوقات المختلفة التي على الأرض، ثم ينتقل ليوضح الأجسام (الأجرام) السماوية والأرضية، ثم يوضح إننا نُزْرَع (نُدْفَن) كجسد حيواني (أي جسد طبيعي) ونُقَام بجسد روحاني (أي جسد مُمَجد) يتصف بالقوة والمجد وعدم الفساد (القابلية للتحلل)، وأما أجمل تعبير فهو في قوله عن جسد القيامة إننا: “سنلبس” وكأننا سنرتدي جسد القيامة الممجد كثوب ليلاءم وجودنا في السماء.
إن جسد القيامة كان مثار دهشة القديس كيرلس الاورشاليمى عندما قال:
“إذن هذا الجسد سيقوم، ولكنه لن يبقى في وضعه الحالي بل يصير جسدًا أبديًا. لا يعود يحتاج إلى قوت للحياة كما الآن، ولا إلى درجات يصعد عليها. يصير روحيًا، إنه أمر عجيب، نسأل أن نتعرف على وضعه“
ولقيامة الجسد سبب هام لأننا عملنا الخير بالروح وبالجسد وعملنا الشر أيضاً بالروح والجسد فلابد للإنسان (جسداً وروحاً) أن يقوم ليُجَازى عن أعماله على الأرض والتي عملها بالروح والجسد معاً كقول معلمنا القديس بولس الرسول:
“لأنه لا بد إننا جميعا نظهر أمام كرسي المسيح لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع خيرا كان أم شرا” (2كو 5 : 10)
هذا هو مصير أجسادنا. مصيرها القيامة مع الروح لتنال جزاءها.
أيضا نجد أن الكنيسة تهتم بجسد المنتقل ويظهر ذلك الاهتمام في طقوس الدفن (التغسيل والتكفين ثم الصلاة على الجسد في طقس التجنيز ثم تلاوة الصلوات قبل إدخال الجسد في القبر)
ثم نجد – في التاريخ – أن الكنائس كانت تُقَام على أجساد الشهداء تكريماً لهم، كما أننا نضع – أحياناً – رفات بعض القديسين داخل الكنائس لينال المؤمنون البركة منها، وعندما يمر الأب الكاهن بالبخور في الصلوات الليتورجية (في دورتي البولس والابركسيس) يبخر الأب الكاهن أمام تلك الأجساد.
إذن فالتراب ليس هو المصير النهائي لأجسادنا لأننا نؤمن بقيامة الجسد ولأننا نسمي سيدنا المسيح مخلص الجسد (أف 5 : 23)
“لذلك سر قلبي وتهلل لساني حتى جسدي أيضا سيسكن على رجاء” (أع 2: 26)
|
التربية الجنسية. متى؟ وكيف؟
التربية الجنسية. متى؟ وكيف؟ سؤال يردده بعض الآباء والأمهات: متى نبدأ في التربية الجنسية؟…